إمام المسجد الحرام: إيذاء المسلم جريمة وكبيرة من الكبائر الرياض: أكد الشيخ صالح بن محمد آل طالب، إمام وخطيب المسجد الحرام، أن إيذاء المسلم يعد كبيرة من الكبائر وجريمة من المحرمات، وأن ملايين من المسلمين يتضررون ويقع البلاء على المجتمع والأمة بسبب الإيذاء، لأن الأذية كلما انتشرت دائرتها وتوسعت كان إثم مرتكبها أعظم وعقوبته أشد.
وأضاف، إن الله توعد باللعن لمن يتخلى الفضلات في طرقات المسلمين وظلهم فيؤذيهم في طرقاتهم، فيما لا يتعدى في ذلك الأذى إلا أفراد معدودين، فكيف الذين يؤذون المؤمنين في دينهم وعقيدتهم وتصوراتهم، ويؤذون آلاف المسلمين، فإن ذلك أذى لله ورسوله، كما قال الله تعالى، في الحديث القدسي المتفق عليه "يؤذيني ابن آدم"، وفي القران الكريم، "إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا".
وأكد أن من أذية المسلمين :
خلط الحقائق
وتلبيس الوقائع
وتسليم الثقافة والوعي
ومثل ذلك في :
مجال القيم والأخلاق والسلوك وقال
"كم يتأذى عموم الناس بما يُعرض من مقروء ومشاهد
مما يصادم الذوق العام
كما يصادم الفضيلة والفطرة
فضلا عن أحوال الشريعة ومبادئها، وهذا كله أذية للمسلمين وتحد ظاهر لدينهم ومشاعرهم حتى أصبح من يريد المحافظة على نفسه وعلى أسرته من الوقع في الانحراف يعاني الكثير والكثير".
ودعا الشيخ صالح بن محمد آل طالب، أصحاب المال والاقتصاد، أن يتقوا الله تعالى، في ما بين أيديهم من تجارة وأن يراعوا أحوال المسلمين في المجتمعات المسلمة، وعدم أذية المسلمين باحتكار السلع ورفع الأسعار والتضييق عليهم بأرزاقهم ومعاشهم لدرجة أعمى فيها الجشع بصائرهم وخدر الطمع مشاعرهم.
وأشار إلى صورة من صور الاستغلال لحاجه الناس والتحايل على الربا الذي غطى بسحابته السوداء بلاد المسلمين وضرب في تعاملاته ظلما وعدوانا حتى دخل على من لا يريده في عقر داره ولو أن يصله غباره، ابتداء من المصارف والبنوك وانتهاء بتجار التقسيط حتى تكاثرت الديون وتضاعف العوز مع قلة استفادة المدين وانعدام بركه المال.
ودعا أصحاب المال والاقتصاد، أن يتقوا الله في ما بين أيديهم لأنهم سوف يسألون عن ذلك، مهيبا بتوسيع المجال أمام بنوك التسليف بالإقراض الحسن في حل لتقليل المعاملات الربوية وإحلال البركة في المال.
وبين أن التجارة باب كريم للرزق ولكن ذلك لا يعني الاتكاء على الضعيف واستنزاف ضعيف المسلمين منهم، مشيرا إلى أن الأسوأ من ذلك استدراجه بالديون وتحميله ما لا يحتمل قال تعالى "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا".