مسئول بوزارة الاتصالات: نجحنا في التعامل مع أزمة الكابل البحري دون أن يشعر أحد
تقرير - أحمد الشمسي:
'' عدم تأثر أي شخص أو شركة بهذا الانقطاع يدل علي نجاحنا في التعامل مع هذه الأزمة بصورة أفضل مما حدث في المرتين السابقتين''، التصريح السابق جاء على لسان أحد المسئولين بوزارة الاتصالات في تعليقه على حدوث عطل مفاجئ بالكابل البحري المسمي SMW3 على بعد 250 كيلو متر في البحر الأبيض المتوسط.
ويبدو أن هناك فرق كبير بين تعامل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مع أزمة انقطاع الكابلات البحرية التي حدثت في فبراير 2008 ، والذي تكرر في نفس الشهر من عام 2009، وما حدث الأحد 12/12.
فالمشكلتان السابقتان كانت نتيجتهما شلل كبير لخدمات الانترنت والاتصالات الدولية أدى لخسائر لشركة الاتصالات والبنوك والبورصة، أم المشكلة الأخيرة، فلم يسمع عنها احد حتى أعلنت وزارة الاتصالات رسمياً في بيان صحفي لها عن حدوث عطل مفاجئ بالكابل البحري.
وزارة الاتصالات تعاملت بشكل سريع مع الأزمة، مما جعلها تبادر بالإعلان عنها قبل الدول الأخرى التي تأثرت بالإعلان عن هذا الانقطاع.
فيقول الدكتور عمرو بدوي، رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، الذي يقع مقره بالقرية الذكية:" التعامل تم بناء علي تعليمات وزير الاتصالات دكتور طارق كامل، وتم إنشاء غرفة علميات بالتعاون مع ممثلي المصرية للاتصالات، وتم العمل في مسار وضع حلول بديلة كان معد لها مسبقا، مع السعي لتنفيذ عمليات إصلاح العطل بأقصى جهد وسرعة ممكنة".
ورفض بدوي، التعليق علي أسباب تكرار أعطال الكابلات البحرية علي سواحل مصر، خاصة أمام البحر الأبيض المتوسط، وقال:" ما يهم أننا استطعنا أن نتعامل بصورة جيدة مع هذه المشكلة". وأضاف، وهو يغادر مقر غرفة العمليات التي أنشأتها وزارة الاتصالات لإدارة هذه الأزمة :" مسئولي المصري للاتصالات هم من سيتولون إدارة هذه المشكلة، ولدينا ثقة في تعاملهم".
وحسب تصريحات سابقة للدكتور طارق كامل، فمصر حققت نمو كبير في الربط الدولي مع شبكة الإنترنت الدولية، وقال:" هذا النمو سجل واحدة من أعلي معدلات النمو في المنطقة، حيث تضاعف هذا الربط 14 مرة خلال 6 سنوات حتى وصل إلى 130 جيجا بت/ثانية".
العطل الأخير اثر على حركة الانترنت الدولية في اتجاه الشمال وفقدت مصر على أثره حوالي 18 جيجابت/ ثانية في اتجاه أوروبا، وهو ما يمثل حوالي 14% من سعة شبكة الانترنت في مصر، ويقول عماد الأزهري، نائب رئيس الشركة المصرية للاتصالات للقطاع التجاري:" "قمنا على الفور بعمل التدابير اللازمة نحو تأمين حركة الانترنت الدولية عن طريق بوابة الانترنت الخاصة بالشركة المصرية للاتصالات TE-IP Transit Node فور حدوث العطل".
في المرتين السابقتين استغرق وقت الإصلاح ما يقرب من 3 إلي 4 أسابيع، وتوقع، الأزهري الذي كان يعمل في السابق في شركة "تي داتا" أن يستغرق إصلاح العطل ما يقرب من أسبوعين.مشيرا إلى عدم تأثر حركة الإنترنت أو الاتصالات الدولية بشكل كبير. وارجع سبب قطع الكابل البحري إلى الأحوال الجوية السيئة وراء انقطاع الكابل.
عدد الكابلات التي تعتمد عليها مصر هي 3 كابلات هما FLAG و SMW4، وهما الكابلان الرئيسيان وحدث عطل بهما عام 2008 بسبب ما قيل بفعل أسمالك القرش، وكل كابل منهما به 20 سلك من الألياف الضوئية، بينما يحمل الكابل الثالث الذي تعرض للانقطاع SMW 3 شعرتان من الألياف الضوئية، وهو أقدم الكبلات ويحمل بالإضافة لدوائر الإنترنت دوائر الاتصالات الدولية الصوتية لذلك أثر على الاتصالات الدولية.
يذكر أن الكابل الذي حدث به العطل مملوك لشركة TE DATA، التي تزود بعض مراكز الاتصالات بخدمات الانترنت، وينفى دكتور عادل دانش الرئيس التنفيذي لمركز اتصالات "اكسيد"، وجود تأثر علي حركة الاتصالات وقال' الإنترنت لم يتأثر لدينا''.
وحول تأثير انقطاع الكابل على المكالمات الدولية قال دانش أن الإيصالات الدولية شأنها شأن الانترنت لم يطولها أي تأثير، موضحا أنه بانقطاع أي كابل يتم نقل المعلومات التي يحملها أوتوماتيكيا إلى كابل آخر.
ولفت إلى أن تحميل أي ضغط من كابل حدث به عطل إلى كابل آخر لا يؤثر عليه علي المستوي القصير، نظرا لأن الكابلات يوجد بها مساحة احتياطية تكفي لحمل معلومات إضافية.
وقال نائب رئيس المصري للاتصالات، عماد الأزهري''البديل المنطقي الوحيد لمواجهة مثل تلك الأزمات هو تشغيل الكابلات المصرية الموجودة والتي ستوفر مسارين بديلين يمكنهم العمل بصفة احتياطية في حال حدوث أزمة مماثلة''.
يشار إلى أن الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وعد عقب انقطاع الكابل الدولي في جنوب إيطاليا عام 2008، بأنه سيكون لمصر عام 2009 المسار البديل المناسب للكابلات البحرية الموجودة، حيث سيتم إنشاء كابلات مصرية، ورجح الأزهري أن يتم إطلاق الكابلات البحرية الجديدة لمصر مطلع 2011، والمملوكة للمصرية للاتصالات وشركة "مينا" احدي شركات اوراسكوم تليكوم وقال:" الكابلات المصرية أكفأ 10 مرات من الموجودة حاليا''.
ونفى مصدر مسئول بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن تكون هناك نية لإخفاء خبر حدوث عطل في احد الكابلات البحرية، خاصة وان العطل حدث مساء الأحد، وتم الكشف عنه بعد 18 ساعة تقريبا،وقال:" كان تركيزنا هو التعامل مع هذه المشكلة، وحلها دون أن يتأثر أي شركة أو مستخدم في مصر، وهو ما استطعنا عمله". وأضاف "هذا العطل تبادلي، أي انه اثر علي اغلب دول البحر المتوسط، ومع ذلك لم نسمع ان هناك دولة غير مصر أعلنت بشفافية كاملة عن هذا العطل".
المصدر