متصفح الكروم (Chrome) من شركة غوغل.. ما الجديد وما المفيد؟
تبدأ القصة قبل عام تقريباً، عندما واجهتني ذات يوم مشكلة في متصفح الإكسبلورر العادي، ظهرت فجأة مشكلة لدي بعدم قدرتي على تحويل الكتابة بين اللغة العربية والإنكليزية، وكانت الكتابة عندي بالإنكليزية فقط، وكلما كنت أريد كتابة كلمة بالعربية، أذهب إلى برنامج الوورد، وأكتب الكلمة، ثم أنسخها، وألصقها بمكان البحث في مواقع البحث.
مرّ عليّ صديق ذات مساء، وبحثنا في موضوع مشترك عبر موقع (غوغل)، ولاحظ صديقي معاناتي مع اللغة، سألني: ما المشكلة.؟ قلت له: لا أدري، لعله فيروس.
حاول أن يحل المشكلة، إلا أنه لم يستطع، وأخيراً قال لي: ما رأيك أن تحمّل برنامجاً آخر للتصفح عبر الإنترنت.. أقترح عليك برنامج (كروم) من شركة غوغل، إنه برنامج صغير، سهل، سريع، وعملي.
كنت شخصاً قلمّا أحب التغيير، ولولا أنني كنت في ورطة بسبب المتصفح القديم، ما قررت الانتقال إلى هذا الـ (كروم)، وبالفعل قمت بتحميله خلال دقائق بسيطة من موقع غوغل، وبدأت العمل عليه.
اليوم وبعد مرور كل ذلك الوقت، أجد نفسي ممتناً لشركة مايكروسوفت التي قدّمت لي متصفح الإكسبلورر، والذي واجه الكثير من المشاكل، كي تجبرني على الانتقال إلى المتصفح الجديد" كروم" والذي لم يعد جديداً على كل حال.
نظرة من الداخل:
مساحة بيضاء واسعة، وخيارات بسيطة ولكنها فاعلة، تلك أبسط ما يمكن وصف برنامج الكروم فيها، هذا المتصفح الذي أثبت جدارة خلال وقت بسيط، وأكد تفوّق ما تقدمه شركة غوغل في مجال البرمجيات على الدوام.
الكثير من التقارير تحدثت عن هذا المتصفح، ولكنني سأقدم خلاصة تجربتي العملية، والتي قد تدركون فيها بكلمات مقتضبة أهميته.
في البداية، يمكن البحث في موقع غوغل من خلال متصفح كروم، بكتابة أي كلمة مراد بحثها في شريط عنوان الموقع، وهو المكان الذي نكتب فيه دومين أو اسم الموقع كي يظهر معنا.. بمعنى أن شريط العنوان ذاته لدى كروم هو وسيلة بحث، تنقلنا مباشرة إلى نتائج البحث في هذه الكلمة في موقع غوغل.
الصفحات الداخلية:
في كل مرّة نفتح فيها متصفح الكروم، فإن البرنامج يخزّن عدد مرات فتح كل موقع، لذلك فإنه في المرّة المقبلة التي نفتح فيها كروم، فإنه يتيح لنا عدّة مواقع مصغرة في صفحته الأولى، يضع فيها أكثر المواقع ارتياداً لنا، كي يسهّل علينا الدخول مباشرة إلى هذه المواقع.
وإن لم تظهر هذه النوافذ الصغيرة في كل مرّة، فإنه يمكن الضغط على زر (+) الموجود في أعلى المتصفح، والذي من خلاله يمكن فتح نافذة إضافية داخل صفحة الكروم، تقدّم لنا خيارات متفرقة.
بشكل عام فإن هذه النوافذ الداخلية، حلّت مشكلة كثرة الصفحات الخارجية الموجودة في الإكسبلورر، قبل الإصدار السابع منه، حيث إن فتح أي صفحة يعني وجود نسخة من المتصفح على الشاشة، أما الصفحات الداخلية التي وفرها متصفح كروم، فإنها تختزل عدد النسخ إلى واحدة فقط، يتم فتح عدّة صفحات فيها من الداخل. مع العلم أنه يمكن فتح أي صفحة جديدة في الكروم من خلال الضغط على زر (Ctrl) من لوحة المفاتيح والنقر على أي ارتباط تشعبي لأي موقع، لتنبثق صفحة جديدة داخلية.
وهذه الخاصية مكنت متصفح كروم من أن يكون برنامجاً "خفيفاً" على ذاكرة الجهاز، لذلك فإنه يتحرّك بفاعلية أكبر، ويستطيع تلبية البحث والانتقال بين الصفحات بسهولة وبسرعة أكبر من متصفح الإكسبلورر، ومن متصفح الفايرفوكس أيضاً، الذي يعتبر ثقيلاً على الذاكرة.
اختبارات الجافا سكربت:
تتيح بعض صفحات غوغل إمكانية اختبار سرعة فتح أكواد الجافا سكربت، التي كثيراً ما تستخدم في كتابة بعض البرمجيات المتحركة أو الخدمية في مواقع الإنترنت، وتمثّل الأكواد الخمسة التالية أكثر اللغات المستخدمة في كتابة الجافا سكريبت، وهي: EarleyBoyer، و Richards، و DeltaBlue، و Crypto، و RayTrace. وتبيّن نتائج الاختبارات الخاصة بسرعة القراءة بين متصفحات الكروم، والفايرفوكس، والإكسبلورر، والسفاري (الخاص بأجهزة الأبل) تفوّق الكروم على غيره بنسبة تصل إلى أكثر من 20 ضعفاً في السرعة.
كذلك يتفوق الكروم على غيره من المتصفحات بعدم استهلاكه لموارد الجهاز، فضلاً عن العديد من المزايا الأخرى مثل إمكانية التصفح المخفي، وهي طريقة تصفح تقوم بحذف (الكوكيز) الخاص بالدخول إلى أي موقع. مع العلم أن المتصفح من فئة البرامج مفتوحة المصدر، ويتمتع بواجهة باللغة العربية.
كذلك فإنه عبر الدخول إلى "معرض مظاهر غوغل" يمكن لأي مستخدم، اختيار الشكل أو اللون أو التصميم الذي يناسبه، والذي يريد أن يظهر به هذا المتصفح عبر جهازه. كما أن الكثير من المزايا يمكن تجربتها بشكل شخصي؛ من خلال العمل على هذا المتصفح بلغته العربية، والذي يتمتع بسهولة حفظ الصفحات، وسهولة مراجعة المفضلة، والصفحات التي تم فتحها سابقاً وغيرها.
في الحقيقة، هي تجربة فريدة وجميلة تلك التي يتيحها متصفح كروم للمستخدمين
موضوع: متصفح الكروم (Chrome) من شركة غوغل.. ما الجديد وما المفيد؟ 
الأحد 5 ديسمبر - 23:56
