<blockquote class="postcontent restore">
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد
رسول الله
*********************************
علاج
كراهة الذم
***********
إن أكثر الناس إنما هلكوا بخوف
مذمة الناس و حب مدحهم. فصارت حركاتهم كلها موقوفة على ما يوافق رضا الناس؛رجاء للمدح و
خوفا من الذم و ذلك من المهلكات يجب معالجته..
فإن من ذمّك لا يخلو من ثلاثة أحوال:
الحالة الأولى : إما أن يكون قد صدق فيما قال،و قصد به النصح و الشفقة،
والثانية : و إما أن يكون صادقا، و لكن قصده الإيذاء و
التعنت،
و إما الثالثة : أن يكون كاذبا.
ــــ فإن كان صادقا و قصده
النصح، فلا ينبغي أن تذمه، و تغضب عليه وتحقد بسببه ؛ بل ينبغي أن
تتقلد منته، فإن من أهدى إليك عيوبك، فقد أرشدكإلى المهلك حتى تتقيه.
فينبغي أن تفرح به،و تشتغل بازالة الصفة المذمومة عن نفسك إن قدرت عليها.
فأما اغتمامك بسببه، و كراهتك له، و ذمك إياه، فإنه غاية الجهل.
ــــ و إن كان قصده التعنت،
فأنت قد انتفعت بقوله إذ أرشدك إلى عيبك، إن كنت جاهلا به، أو ذكرك عيبك
إن كنت غافلا عنه، أو قبحه في عينك،لينبعث حرصك على إزالته إن كنت
قداستحسنته. و كل ذلك أسباب سعادتك، و قد استفدته منه، فاشتغل بطلب
السعادة، فقد أتيح لك أسبابها بسبب ما سمعته من المذمة؛ فمهما قصدت الدخول
على ملك، و ثوبك ملوث بالعذرة، و أنت لا تدري، و لو دخلت عليه كذلك لخفت أن
يحزّ رقبتك لتلويثك مجلسه بالعذرة، فقال لك قائل: أيها الملوث بالعذرة طهر
نفسك، فينبغي أن تفرح به، لأن تنبيهك بقوله غنيمة. و جميع مساوى الأخلاق
مهلكة في الآخرة، و الإنسان إنما يعرفها من قول أعدائه، فينبغي أن تغتنمه.
ــــ أما أن يفتري عليك بما
أنت بريء منه عند الله تعالى، فينبغي أن لا تكره ذلك، ولا تشتغل بذمه
بل تتفكر في ثلاثة أمور :
أولها : أنك إن خلوت من ذلك العيب
فلا تخلوعن أمثاله و أشباهه، و ما ستره الله من عيوبك أكثر، فاشكر الله
تعالى إذ لم يطلعه على عيوبك، و دفعه عنك بذكر ما أنت بريء عنه.
و الثاني: أن ذلك كفارات لبقية مساويك
و ذنوبك، فكأنه رماك بعيب أنت بريء منه،و طهرك من ذنوب أنت ملوث بها. و
كل من اغتابك فقد أهدى إليك حسناته، و كل من مدحك فقد قطع ظهرك؛ فما بالك
تفرح بقطع الظهر، وتحزن لهدايا الحسنات التي تقربك إلى الله تعالى و أنت
تزعم أنك تحب القرب من الله !
وأما الثالث: فهو أن المسكين قد جنى على
دينه حتى سقط من عين الله، و أهلك نفسه بافترائه، و تعرض لعقابه الأليم،
فلاينبغي أن تغضب عليه مع غضب الله عليه،فتشمت به الشيطان، و تقول اللهم
أهلكه؛ بل ينبغي أن تقول اللهم أصلحه، اللهم تب عليه،اللهم ارحمه، * كما قال صلّى الله عليه وسلّم لما ضربه قومه فأدموه ، وهو
يمسح الدم عن وجهه :
« اللّهمّ اغفر لقومي فإنّهم لا
يعلمون »صحيح ،.
* و دعا إبراهيم بن أدهم لمن شج رأسه بالمغفرة، فقيل
له في ذلك، فقال :
علمت أني مأجور بسببه، و ما نالني منه إلا خير، فلا أرضى أن يكون
هو معاقبا بسببي.
( إلى هنا حديث الإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله)
أخي / أختي ومما يهوّن عليك
كراهة المذمة هو قطع الطمع في الناس والجاه
قال ابن الجوزي رحمه الله :
( واعلم أن ترك النظر إلى
الخلق ومحو الجاه من قلوبهم بالعمل وإخلاص القصد وستر الحال هو الذي رفع
من رفع) .
وجاء عن ابن القيم في الفوائد:
"لا يجتمع الإخلاص في القلب
ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار،"
وأخيرا أيعجز
أحدكم أن يكون كأبي ضمضم ؛
كما
جاء في حديث رُوي بروايات متعددة واختلفت خلاصة حكم المحدث إلا أن المعنى
قائم فيه :
"أيعجز
أحدكم أن يكون كأبي ضمضم ؟!قالوا من أبو ضمضم يا رسول الله؟! : قال : كان إذا
أصبح قال:
اللهم
إني قد وهبت نفسي وعرضي لك فلا يشتم من شتمه ولا يظلم من ظلمه ولا يضرب من
ضربه ."
الراوي: أنس
بن مالك المحدث:الألباني - المصدر:إرواء الغليل- الصفحة أو الرقم: 8/32خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اللهم يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث لا
تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك
اللهم آمين
والحمد لله رب العالمين
~~~~~~~~~~~~~~~
منقووول
</blockquote>