صحيفة: مصر تستبعد زاهر إرضاءً للجزائر
القاهرة- محيط : ذكرت تقارير صحفية أن قرار استباعد الرئيس الحالي لاتحاد كرة القدم سمير زاهر من منصبه بشكل نهائي، إرضاءً للجزائريين الذين يتهمونه بأنه المتسبب في الأزمة التي اندلعت بين القاهرة والجزائر وكادت تتسبب في قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على خلفية مباراة لكرة القدم بين منتخبي البلدين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في إطار تصفيات إفريقيا المؤهلة لكاس العالم التي تجرى حاليا في جنوب أفريقيا.
وذكرت صحيفة "العرب" القطرية أن الجانب المصري يحاول إنهاء الفتور في العلاقات مع الجزائر خاصة بعد زيارة الرئيس حسني مبارك للجزائر لتقديم العزاء في وفاة شقيق نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في ظل صدور أوامر للإعلام المصري بالتوقف عن الهجوم على الجانب الجزائري، فضلاً عن الحكم القضائي المصري بعدم أحقية رئيس الاتحاد الكروي سمير زاهر في منصبه، ومحاولات إقصائه رسمياً، وهو ما يشترطه الجزائريون لإعادة العلاقات إلى دفئها، حيث يتهمونه بأنه المتسبب في الأزمة.
وقال المجلس القومي للرياضة في مصر امس الاثنين أنه استبعد بشكل نهائي الرئيس الحالي لاتحاد كرة القدم سمير زاهر من منصبه، وأضاف في بيان صحافي أنه "قرر اعتبار منصب رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة خالياً".
وكانت المحكمة الإدارية العليا في مصر قد أيدت الشهر الماضي حكماً ببطلان رئاسة زاهر للاتحاد بعد أن أقام أحد منافسيه في الانتخابات التي جرت قبل عامين دعوى قضائية للطعن في ترشيحه للانتخابات، استناداً إلى صدور أحكام قضائية ضده تمنعه من الترشح وفقاً للقانون.
وقال المجلس القومي للرياضة: "هذا القرار جاء بناء على فتوى مجلس الدولة التي تلقاها المجلس، والتي انتهت إلى التزام المجلس القومي للرياضة بالإعلان عن خلو منصب رئيس مجلس إدارة الاتحاد المصري".
وتقدم زاهر بمذكرة رسمية إلى رئيس المجلس حسن صقر تطالب باستمراره في منصبه، مؤكداً على مشروعية توليه رئاسة الاتحاد، لكن المجلس قال إنه "فتح باب الترشيح من جديد أمام جميع ممن تتوافر فيهم شروط الترشيح لهذا المنصب، وإجراء انتخابات في أول اجتماع للجمعية العمومية".
وكان الرئيس المصري حسني مبارك فاجأ الأحد مواطني بلاده والجزائريين معا بزيارة إلى العاصمة الجزائرية، هي الأولى منذ اندلاع أزمة في العلاقات بين البلدين، على خلفية مباراة فريقيهما في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في نوفمبر الماضي.
وقالت مصادر مصرية رسمية: إن الزيارة تأتي بهدف تقديم مبارك واجب العزاء في وفاة الدكتور مصطفى بوتفليقة شقيق الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وهو ما أكدته المواقع الإلكترونية للصحف الجزائرية التي ذهبت إلى أنها "زيارة تعزية ومواساة، لم تكن مبرمجة من قبل، ولا تحمل الصفة الرسمية، بل الغرض منها هو مواساة الرئيس المصري لشقيقه الجزائري، وتقديم تعازيه الخاصة وتعازي الشعب المصري". وتوفي الدكتور مصطفى بوتفليقة يوم الجمعة الماضي بعد معاناة طويلة مع المرض.
ورصدت وكالة الأنباء والإذاعة الجزائرية رفرفة العلمين المصري والجزائري متجاورين في مداخل العاصمة، كما لوحظ انتشار الشرطة بكثافة في شوارع العاصمة المؤدية إلى مقر الرئاسة بالعاصمة الجزائرية.
ونقل عن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، والذي رافق مبارك في زيارته، التأكيد على رغبة البلدين والشعبين للمضي في بناء علاقة قوية تدافع عن حقوق العرب وأمن المنطقة.
وأضاف: "أرى أن لقاء الرئيس بوتفليقة بالرئيس مبارك اليوم (الاحد) ، ولقاءهما سوياً في نيس بفرنسا منذ عدة أسابيع يؤكد أنّ هناك رغبة أكيدة من الرئيسين ومن الشعبين ومن الحكومتين ومن الدولتين لأن نمضي في بناء علاقة قوية تدافع عن حقوق العرب وعن أمن هذا الإقليم"، موضحاً أنّها زيارة مودة ومجاملة.
وسبق للرئيسين أن التقيا على هامش القمة الإفريقية الفرنسية، في مدينة "نيس" بفرنسا، أواخر مايو/آيار الماضي؛ حيث "تعانقا بحرارة"، وفق ما ذكرت تقارير إعلامية مصرية آنذاك.
ولم يتوقع مراقبون هذه الزيارة، لكن الجميع أجمع على أنها محاولة من الجانب المصري لإنهاء الفتور في العلاقات بين البلدين.
ووفق هؤلاء المراقبين، سيحاول المصريون، من خلال زيارة مبارك، تليين مواقف الجزائريين تجاه عدد من القضايا مثار الخلاف بين الجانبين، كوضع شركة الاتصالات المصرية "أوراسكوم" التي يمتلكها رجل الأعمال المقرب من الحزب الحاكم في مصر نجيب ساويرس، وكذلك قضية تدوير منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية؛ حيث إن الجزائر إحدى الدول التي تطالب بتدوير المنصب.
يذكر أن شرارة الأزمة اندلعت في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إثر تعرض الحافلة التي كانت تقل المنتخب الجزائري لهجوم في القاهرة أسفر عن إصابة لاعبين، كما تعرض بعض المشجعين الجزائريين للاعتداء، وبعد يومين من المباراة وقعت أعمال عنف في الجزائر؛ حيث هوجمت مقار شركات وبيوت مصرييين، كما جرى الحديث عن وقوع حوادث في 18 نوفمبر خلال أو بعد مباراة فاصلة في الخرطوم.
واتخذت هذه الأزمة منحى دبلوماسيا مع تظاهرات أمام السفارة الجزائرية في القاهرة واستدعاء السفيرين الجزائري في القاهرة والمصري في الجزائر إلى بلديهما للتشاور.
موضوع: صحيفة: مصر تستبعد زاهر إرضاءً للجزائر 
الثلاثاء 6 يوليو - 19:07
